إدارة النادي من جهتها أثنت أستاذ الدراسات العليا في جامعة الملك سعود الدكتورة ميساء خواجة على حفاوة وكرم أهل المنطقة، مبديةً إعجابها بالإرث الكبير الذي تحويه منطقة نجران، والمغذي الرئيس لمهرجان "قس بن ساعدة"، متى ما استطاع المنظمون عبر الخبرات المكتسبة والجهد الجماعي من اكتشافه وتطويعه ليكون مادة يستفاد منها في المهرجانات المقبلة.
وعبرت خواجة عن سعادتها بالحضور الجيد للمرأة النجرانية في هذا العرس الثقافي، خلال تفاعلها مع الحدث، ومشاركتها في التنظيم، وترحابها، وقدرتها الكبيرة في التعامل مع جميع الناس باختلاف ثقافاتهم وجنسياتهم ببساطة وجمال.
الشاعر التونسي ياسين عدنان بدوره شكر المنظمين على إتاحة الفرصة له، ليكون ضمن الحضور الذين استفادوا من تبادل الرؤى مع أصدقائهم في المملكة والبلدان العربية الأخرى، وعد ما شاهده على خشبة المسرح إبان افتتاح المهرجان بالمبتكر والجيد، لاسيما مع مشاركة جنسيات عربية مختلفة في إعداد وتقديم ملحمة"شيخ العرب"، لتعطي الدلالة أن إرث نجران إرث لكل العرب.
من جانبه أوضح مدير مكتب جريدة المدينة بحائل وعضو ناديها الأدبي مفرح الرشيدي أن المنظمين وفقوا في تقديم عمل منظم وجميل، مثنياً على دعوته للمهرجان، وواصفاً الجولات السياحية بالجيدة والمثرية معرفياً، مبيناً أنه استمتع كثيراًبالأمسيات الشعرية التي حواها المهرجان.
المخرجة السعودية ريم البيات قالت " الاهتمام واضح بجميع التفاصيل من قبل المنظمين في نادي نجران الأدبي، وهناك عمل كبير يقف خلفه فريق يرغب في تسجيل إنجاز للمنطقة".
ولم تخفي البيات إعجابها بحضور باتريسيا مارسي الفرنسية بمعية المصور الفرنسي مينوزا، لتعرض تجربتها الخاصة، خلال تواجدها مع مينوزا إبان رحلتهم إلى نجران قبل 36 عاماً، ليوثقوا من خلاله عملاً تملكه نجران قبل أيٍ كان.
وأعرب عضو نادي المنطقة الشرقية الأدبي والكاتب السعودي أحمد الملا عن سعادته بزيارة منطقة نجران، باعتبارها الزيارة الأولى له، وعطفاً على قراءته لماتحتويه هذه المنطقة من تراث تاريخي أصيل، يستحق الوقوف عليه مباشرةً والعيش في كنفه ورحابه ولو برهة، وعد "قس بن ساعدة" مميزاً بخصوصيته، التي استطاع منظموه من خلالها الاستفادة من قيم أهالي المنطقة الأصيلة التي برز منها المحبة والترحاب بالضيف.
وأبان الملا أن التنوع الكبير في فعاليات المهرجان، أضاف كثيراً للثقافة بجميع أشكالها، مشبعةً جميع الحواس السمعية والبصرية والملموسة، حتى حاسة الذوق لم يغفلها القائمون على المهرجان، من خلال الجولات الشعبية التي كانت ضمن برنامج المهرجان، والذي تذوقوا من خلاله الأكل الشعبي، مثنياً على الجو الاحتفالي الذي شهده افتتاح المهرجان.
وتحدث الملا عن الهم الثقافي بشكلٍ عام من خلال تجارب سابقة في الأندية الأدبية، عاداً انتقالها من مرحلة التعيين إلى الانتخاب، نقلة نوعية للعمل المؤسساتي، عاداً مهرجان "قس بن ساعدة" من مخرجات هذه النقلة، مصنفاً هذه المرحلة الانتقالية للحراك الثقافي بالمملكة بمرحلة المخاض، التي تحتاج لوقت قصير ليكون لدينا أكثر من "قس بن ساعدة" .
الكاتب الصحفي فاضل العماني يرى الهم الثقافي من زاويةٍ أخرى، ذات علاقة بالإعلام ووسائله التقليدية والحديثة، عادة سبب رئيس في نشر أو تغييب الثقافة، مثنياً على تعاطي إعلام الوطن واهتمامه مؤخراً بالشأن الثقافي، مما فتح للثقافة آفاق أوسع وأكثر رحابة لتكون حديث عامة المجتمع، فلا يكاد يخلو مجلس من المجالس إلا وتجد للثقافة مكان ضمن الأحاديث، وهذا يحسب للإعلام، ودعا المثقفين والإعلام كلاً حسب تخصصه إلى تفكيك مصطلح ومفهوم الثقافة، حتى تتجاوز ما عرف عنها وعلاقته بالنخبة من الناس، لتكون متاحةً للإنسان البسيط.
وعن المهرجان يقول العماني: " كان جميلاً وبسيطاً، على اعتبار أنه في بداية خطواته، وتجربة حديثة لنادي نجران الأدبي"، مطالباً أن تلتفت باقي المؤسسات الثقافية للعمل المنوط بها، وأخذ نادي نجران كعينة ومثال لذلك، والإنطلاق في مسيرة إشاعة ثقافة الفكر والحوار.