إدارة النادي بعد 35 عاما قرر "تشيكوف اليامي" ـ وهو اللقب المحبب للمصور والباحث الفرنسي "تشيكوف مينوزا" ـ العودة إلى أرض الأخدود "نجران" حاملا "كاميرته" ومئات من صور المكان، التي التقطها قبل أكثر من 3 عقود ليعرضها في الدورة الثانية من مهرجان "قس بن ساعدة"، التي ستنطلق في الخامس من مايو المقبل وينظمها نادي نجران الأدبي.
وتعدّ هذه الصور من أهم مقتنيات "مينوزا"، الذي جال عددا كبيرا من بلدان العالم لتوثيق مظاهر الحياة فيها، إذ ألف عن نجران كتابا مصورا بعنوان" نجران.. حديقة الصحراء العربية"، وأقام من خلال تلك المقتنيات من الصور الكثير من المعارض.
وقال مينوزا في تصريح إلى"الوطن": بعد أن قدمت إلى السعودية وتحديدا منطقة نجران قبل 35 عاما لتوثيق مظاهر الحياة فيها، وعشت مع أهلها أياما جميلة جدا، أشعر الآن بسعادة خاصة وأنا أعود إليها لألتقي بأصدقائي الحقيقيين، الذين ساهموا في نجاح مشروعي التوثيقي المصور، إذ كان لهم دور كبير في إنجازه بالشكل المرضي... حقيقية كل واحد منهم ساهم في ذلك المشروع من خلال فتح منازلهم وكرم ضيافتهم، ومع ذلك فتحوا لي قلوبهم من خلال سرد حكاياتهم وتقاليدهم الاجتماعية الضاربة في عمق التاريخ. وأضاف: بكل ثقة أقول: إنني وجدت هنا الضيافة الحقيقية، فأحببت المكان وأهله، حتى إن بعض أصدقائي هنا أكرمني بلقب "تشيكوف اليامي" وأنا فخور جدا بهذا اللقب.
وعن العمل الذي يقوم عليه حاليا قال: "أثناء إعدادي لهذا المهرجان، والعمل على الصور التي سأعرضها ، شعرت بتأثر كبير وأنا أنظر إلى صور بعض الأشخاص، الذين التقطت لهم صورا في رحلتي الأولى عام 1978م، إذ بدأت أتخيل أشكالهم الآن، خاصة الذين كانوا في مرحلة الطفولة وقتها، وأمنية أن ألتقيهم، كذلك أشعر بالحزن على المسنين منهم الذين ربما غادروا الحياة".
وعن رؤيته للمملكة في ذلك الوقت يقول "تشيكوف": الحقيقة أن السعودية كانت بالنسبة لي وللكثير من الشباب الفرنسيين قبل عقود بلد غامض وأسطوري، ولذلك جئت وأنا أحمل صورة ما عنها، لكنها تغيرت فور اكتشافي لها على أرض الواقع، خاصة منطقة نجران التي أستطيع القول إنني "أحببتها من أول نظرة".
وأضاف: أما الآن فقد جئت حاملا معي ما يقرب من 500 صورة، توثق الكثير من العادات والتقاليد وجميع مظاهر الحياة والمناظر الطبيعية في تلك المدة، إذ ستعرض على عدة شاشات كبيرة تستقر تحت خيمة، في رمزية واضحة على التعايش بين التقاليد والحداثة. وأنا على قناعة بأن هذه الصور تمثل التراث الفريد، على الرغم من التغيرات التنموية السريعة التي حدثت في هذا البلد.