وقَامَ قُس من نجران
صالح زمانان
02-07-1438 04:47 مساءً
0
0
1164
تحدثت الصحف وتحدث الزملاء الكتّاب عن مهرجان قُس بن ساعدة بمنطقة نجران، وانشغل الكثير في الوسط الثقافي بهذا المحفل الثقافي، الذي كما يقولون بأنه تأخر كثيراً، ليس لأي اعتبارات غير أن نجران بتاريخها الضارب بالقدم في أعماق التاريخ، وما تملكه من مقومات حضارية تجعل أي حراك ثقافي ومعرفي يأتي من خلالها يتعدى كونه فعلاً ثقافياً إلى رافد حضاري جزيل لوطننا العزيز، إضافة إلى أقاليم ومناطق أخرى لها ما لها من التاريخ العبق، والأماكن الحُبلى بالمشروعات الثقافية الإنسانية الضخمة. لا تمدحُ القوم خَيلها قبل السباق، ولن أمتدح المهرجان وفعالياته وأنا أحد العاملين عليه، ولكني وزملائي في المهرجان استأنسنا كثيراً بموقفين عزيزين أدركنا بعدهما أننا لزاماً أصبحنا أمام عمل سنوي متجدد يحمل روح المواطن السعودي الصادق في حب وطنه وفي ترجمة هذا الحب بالعمل، وتتخلله الجدية في جعل هذا المحفل حراكاً عربياً يطرح شخصية الجزيرة العربية كما هي في بداية التاريخ وفي أوسطه ومفاصله الحقيقية، وهذان الموقفان: أولهما، موقف الأمير مشعل بن عبدالله بن العزيز، أمير منطقة نجران وحبيبها، الذي كان حريصاً على هذا المهرجان حرص المحب وعناية العارف المُدرك أن في نجران من أشكال الحضارة ما يستحق السطوع والحضور في المشهد السعودي والعربي، فكان موقفه معززاً للعمل الذي تدور الدوائر في كواليسه منذ ثلاثة شهور. وثانيهما، موقف الأحبّة المثقفين والمثقفات، الذين أشعرونا باهتمامهم بالمهرجان، والمشاركة فيه، وإبداء الآراء والمؤازرة وبعث الهمة والحماسة فينا، فكان موقفهم موقف المثقف النبيل الذي يحمل همّين كبيرين لذيذين، همّ الوطن أن يكونَ أجمل، وهمّ الجمال بحد ذاته، كونه أغنية يطيب لحنها في أودية الوطن وجباله.. ولجدنا قُس أحاديث أخرى.
0
0
1164
02-07-1438 04:47 مساءً